ما هو التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD) وكيف يساعد الأزواج في رحلة الإنجاب؟
عندما يحلم الزوجان بإنجاب طفل، فإن أملهما الأكبر هو أن يكون المولود سليمًا ومعافى. إلا أن بعض الأمراض الوراثية قد تجعل هذه الرحلة صعبة. هنا يأتي دور التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD)، وهو إجراء طبي متطور يسمح للأطباء بفحص الأجنة بحثًا عن الاضطرابات الجينية أو الخلل الكروموسومي قبل نقلها إلى رحم الأم. هذه التقنية تقلل بشكل كبير من مخاطر انتقال الأمراض الوراثية أو الأجنة غير الطبيعية، مما يمنح الأزواج راحة البال وبداية صحية لمستقبل أطفالهم.
فهم التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD)
يُستخدم التشخيص الوراثي قبل الزرع غالبًا مع أطفال الأنابيب (IVF). حيث يتم فحص الأجنة في مراحلها الأولى للتأكد من خلوها من الطفرات الجينية أو التشوهات الكروموسومية، وذلك بهدف اختيار الأجنة السليمة فقط لنقلها إلى الرحم.
وتُعتبر هذه التقنية مفيدة بشكل خاص للأزواج الذين:
- الأزواج الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض وراثية.
- من مرّوا بتجارب سابقة من الإجهاض المتكرر.
- من لديهم حالات حمل سابقة متأثرة باضطرابات جينية.
لماذا يتم اللجوء إلى PGD؟
- الوقاية من الأمراض الوراثية — مثل التليف الكيسي، الثلاسيميا، فقر الدم المنجلي، ومرض هنتنغتون.
- تقليل خطر الإجهاض — استبعاد الأجنة غير السليمة.
- رفع نسب نجاح أطفال الأنابيب — اختيار الأجنة السليمة يعزّز فرص الحمل الناجح.
- الموازنة العائلية — في حالات معينة لتجنّب الأمراض المرتبطة بالجنس.
خطوات التشخيص الوراثي قبل الزرع — من البداية إلى الحمل
- أطفال الأنابيب (IVF): تحفيز مبايض المرأة لإنتاج بويضات تُخصب في المختبر.
- نمو الأجنة: تُزرع الأجنة وتُتابع حتى اليوم الخامس أو السادس (مرحلة الكيسة الأريمية).
- الخزعة (Biopsy): تُزال بعض الخلايا بعناية من الجنين دون التأثير على نموه، ثم يُجمَّد الجنين.
- الاختبار الجيني: تُفحص الخلايا للكشف عن أي خلل كروموسومي أو طفرات جينية.
- اختيار الأجنة: يُنقل فقط الأجنة السليمة إلى الرحم.
- الحمل: في حال نجاح الانغراس، يستمر الحمل بشكل طبيعي مع متابعة طبية.
من يمكنه الاستفادة من PGD؟
- الأزواج الذين لديهم خطر وراثي معروف.
- النساء فوق عمر 35 عامًا حيث تزداد احتمالات الاضطرابات الكروموسومية.
- الأزواج الذين تعرضوا لفشل متكرر في أطفال الأنابيب أو الإجهاض المتكرر.
- العائلات التي لديها طفل مصاب بمرض وراثي مسبقًا.
مميزات التشخيص الوراثي قبل الزرع
- راحة البال: تقليل احتمالية انتقال الأمراض الوراثية.
- نتائج أفضل لأطفال الأنابيب: رفع فرص الحمل والولادة الحية.
- خفض التوتر النفسي: تقليل مواجهة قرارات صعبة أثناء الحمل.
حدود (PGD)
- ليست ضمانًا مطلقًا: تقلل المخاطر لكنها لا تلغيها نهائيًا.
- التكلفة والتوافر: أعلى من التلقيح الصناعي التقليدي ومتاحة فقط في مراكز متخصصة.
- اعتبارات أخلاقية: بعض الناس قد يرفضون فكرة اختيار الأجنة.
- إجراء جراحي: يتطلب خوض تجربة أطفال الأنابيب كاملة، والتي قد تكون مرهقة.
المخاطر المحتملة
- تأثر الجنين: نادرًا ما تؤثر الخزعة على تطور الجنين.
- خطأ في التشخيص: احتمال نادر بسبب قيود تقنية.
- ضغط نفسي: صعوبة اتخاذ قرار بشأن الأجنة المنقولة.
نسب النجاح
تختلف نسب النجاح بحسب عمر الأم، جودة الأجنة، ونوع المرض المفحوص. بوجهٍ عام، الدمج بين PGD وIVF يزيد من فرص الحمل السليم، خصوصًا لدى الأزواج ذوي المخاطر الوراثية العالية.
الحياة بعد PGD — ماذا بعد الحمل؟
في حال نجاح الحمل، يستمر برنامج الرعاية الطبية أثناء الحمل كالمعتاد. وقد يفضل بعض الأزواج إجراء اختبارات وراثية إضافية مثل الفحص بالموجات فوق الصوتية أو الفحوص غير الجراحية للاطمئنان على صحة الجنين.
الخلاصة
يُعد التشخيص الوراثي قبل الزرع (PGD) أداة طبية متقدمة تمنح الأزواج فرصة لتجنب الأمراض الوراثية وتحقيق حلمهم في إنجاب طفل سليم. فهو يرفع نسب نجاح الحمل، يقلل من الإجهاض، ويمنح العائلة بداية صحية وآمنة.
ولمن يفكر في هذا العلاج المتطور، فإن عيادة أوركيد للخصوبة تُعد الخيار الأمثل لما توفره من خبرة طبية متخصصة، أحدث التقنيات، ودعم إنساني شامل طوال رحلة الخصوبة.